القاهرة – محمد مطاوع
يُحيي العالم اليوم العالمي للالتهاب الرئوي في 12 نوفمبر من كل عام، بينما لا يزال هذا المرض يمثل تحدياً صحياً عالمياً يُهدد حياة الملايين، لا سيما الفئات الأكثر ضعفاً. وبينما تسلط وزارة الصحة الضوء على أهمية “الهواء النقي” كهدف أساسي هذا العام، تؤكد الأرقام العالمية أن الالتهاب الرئوي ليس مجرد عدوى عابرة، بل هو السبب الرئيسي لوفيات الأطفال دون سن الخامسة في جميع أنحاء العالم.
الالتهاب الرئوي.. حقائق تستدعي الانتباه
الالتهاب الرئوي هو عدوى حادة تُصيب الرئتين وتؤدي إلى امتلائهما بالقيح والسوائل، مما يجعل التنفس مؤلماً ويحد من مدخول الأكسجين. وتحدث الإصابة به نتيجة لبكتيريا، أو فيروسات، أو فطريات.
الأكثر فتكاً بالأطفال: وفقاً لمنظمة اليونيسف، يتسبب الالتهاب الرئوي في وفاة طفل واحد على الأقل كل 43 ثانية يومياً، ويستأثر بنسبة 14% من مجموع وفيات الأطفال دون سن الخامسة عالمياً.
الفئات عالية الخطورة: الأشخاص في الفئات العمْرية المتقدمة (كبار السن)، والأطفال دون سن الخامسة، والأشخاص المصابون بأمراض مزمنة (مثل السكري والربو وأمراض القلب)، هم الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب رئوي حاد وشديد.
موسم العدوى: يمكن الإصابة بالمرض في أيِّ وقت من السَّنة، لكن تزداد الحالات بشكل ملحوظ في فصلي الخريف والشتاء.
الأنواع والعلاج:
– البكتيري: (كالمكورات الرئوية، وهو النوع الأكثر شيوعاً) يمكن علاجه بفعالية بالمضادات الحيوية.
– الفيروسي: لا يمكن علاجه باستخدام المضادات الحيوية، وعادة ما يتعافى المريض تدريجيًّا في المنزل.
أهداف التوعية لعام 2025: كل نَفَس مهم
تتركز الأهداف الرئيسية لحملة هذا العام على ثلاثة محاور رئيسية للوقاية:
– أهمية الهواء النقي: التوعية بخطر تلوث الهواء (الداخلي والخارجي) كعامل رئيسي يزيد من فرص الإصابة، مع التركيز على أهمية بيئة صحية خالية من الملوثات، لأن “كل نفَس مهم”.
– سبل الوقاية ومكافحة العدوى: التذكير بالإجراءات الأساسية مثل غسل الأيدي بانتظام، تغطية الفم عند السعال أو العطس، وتهوية الأماكن المغلقة للحد من انتشار الجراثيم.
– دور التطعيمات: التوعية بأهمية التطعيمات المتوفرة، والتي تمثل الدرع الواقي للحد من المضاعفات الخطيرة.
حماية المجتمع: دور اللقاحات في الاستراتيجية الصحية
تُولي وزارة الصحة أهمية خاصة لتوفير اللقاحات كأحد أقوى سبل الوقاية المتاحة ضد الأنواع البكتيرية الشائعة، خصوصاً لقاح المكورات الرئوية.
درع واقٍ للفئات الحساسة: تُشجع الوزارة الفئات عالية الخطورة على تلقي اللقاح، مثل كبار السن، ومرضى الأمراض المزمنة. وقد أكدت الدراسات أن اللقاحات فعالة بنسبة عالية في الوقاية من مضاعفات المرض والحد من حالات دخول العناية المركزة والوفيات.
تسهيل الحصول على اللقاح: يتم توفير اللقاحات ضد المكورات الرئوية والإنفلونزا الموسمية (التي قد تمهد للإصابة بالالتهاب الرئوي) في جميع المراكز الصحية التابعة للوزارة، مما يسهل على المواطنين والمقيمين تحصين أنفسهم وحماية عائلاتهم.
لذا، فإن اليوم العالمي للالتهاب الرئوي هو دعوة للجميع لتبني نمط حياة صحي يدعم سلامة الرئة، والالتزام بالإجراءات الوقائية، والحرص على تلقي اللقاحات لحماية مستقبل الأجيال القادمة.