كبسولة الصحية – خاص
يأتي الأول من ديسمبر 2025، اليوم العالمي للإيدز، ليضع العالم أمام حقائق متضاربة؛ فمن جهة، هناك إنجازات هائلة في توفير العلاج المضاد للفيروسات القهقرية (ART)، ومن جهة أخرى، هناك إحصاءات صادمة تكشف عن فشل دولي في تحقيق أهداف 2025 للقضاء على وباء نقص المناعة البشرية المكتسب كتهديد للصحة العامة بحلول عام 2030.
تظهر بيانات برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية، أن أكثر من 40.8 مليون شخص حول العالم ما زالوا يتعايشون مع الفيروس. وعلى الرغم من أن عدد الإصابات الجديدة قد انخفض عالمياً، إلا أن 1.3 مليون إصابة جديدة ما زالت تسجل سنوياً، مما يجعل العالم بعيداً بفارق شاسع عن تحقيق هدف 2025 المتمثل في خفض الإصابات الجديدة إلى 370 ألفاً فقط.
إحصاءات عالمية صادمة تبرز فشل العدالة الصحية
ما يثير القلق الأكبر هو الوفيات؛ حيث توفي حوالي 630,000 شخص بأمراض مرتبطة بالإيدز في عام 2024، وهذا العدد لا يزال مرتفعاً بشكل غير مقبول ويجعل هدف خفض الوفيات إلى أقل من 250 ألفاً هدفاً صعب المنال.
أما الصدمة الإقليمية الكبرى، فتتركز في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي شهدت ارتفاعاً كارثياً في معدل الإصابات الجديدة بلغ 94% بين عامي 2010 و 2024، مما يضع المنطقة في موقف حرج ويتطلب استجابة إقليمية عاجلة. كما تظل النساء والفتيات هن الأكثر عرضة عالمياً، حيث يمثلن 45% من الإصابات الجديدة، وتتجاوز النسبة 63% في إفريقيا جنوب الصحراء.
السعودية: معدل وبائي منخفض وجهود وطنية قوية لحماية حقوق المتعايشين وتوفير العلاج المجاني
تواصل المملكة جهودها لتظل ضمن الدول ذات الوبائية المنخفضة عالمياً، بمعدل إصابة لا يتجاوز 1 لكل 1000 من البالغين، حيث تشير التقديرات إلى أن حوالي 36,000 حالة إصابة تراكمية مسجلة في المملكة، مع وجود حوالي 25,000 حالة نشطة تتلقى الرعاية الطبية. وتكشف الإحصاءات المحلية أن نحو 60% من الحالات المكتشفة حديثاً تتركز بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و30 عاماً، مما يبرز أهمية التوعية المركزة.
وتتبنى المملكة استراتيجية شاملة ترتكز على محورين أساسيين: الرعاية والحماية.
حماية الحقوق وتشريع مكافحة التمييز: أصدرت المملكة “نظام الوقاية من متلازمة العوز المناعي المكتسب (الإيدز) وحقوق المصابين وواجباتهم“، وهو إطار قانوني يضمن الرعاية الطبية الكاملة للمصابين، ويمنع أي شكل من أشكال التمييز ضدهم، ويؤكد على سرية المعلومات.
العلاج المجاني والكشف المبكر: توفر وزارة الصحة العقاقير المضادة للفيروسات القهقرية مجاناً للمتعايشين كافة، مما يمكنهم من التعايش بصحة جيدة ويحد من انتقال الفيروس (نظرية العلاج كوقاية). كما يتم تكثيف عيادات الفحص والمشورة الطوعية والسرية لتشجيع الكشف المبكر والتعامل الفوري مع أي حالة جديدة.
لذا يمثل اليوم العالمي للإيدز دعوة دولية لجميع الحكومات والمجتمعات لتسريع الجهود، وتوجيه التمويل نحو المناطق والفئات الأكثر ضعفاً، لضمان ألا يبقى أي شخص خلف الركب في السعي نحو القضاء التام على الوباء بحلول عام 2030.