واشنطن – كبسولة الصحية

كشفت دراسة بحثية حديثة أجراها باحثون في جامعة هارفارد عن الآلية المعقدة التي يسبب بها التوتر تساقط الشعر، مشيرة إلى أن استجابة الجسم للضغط النفسي لها عواقب طويلة المدى تتجاوز الإطار المؤقت وتدخل في نطاق أمراض المناعة الذاتية.

ووفقاً للباحثة يا تشيه هسو، أستاذة الخلايا الجذعية، فإن تساقط الشعر ينتج عن تفاعل من جزأين:

– الجزء الأول (تساقط الشعر الفوري): يبدأ بتفاعل “القتال أو الهروب” (Fight or Flight) الذي يفرز هرمون النورإبينفرين بكميات مرتفعة. هذا الناقل العصبي يؤدي إلى قتل الخلايا سريعة التكاثر في بصيلات الشعر، مما يتسبب في تساقط مؤقت للشعر قبل أن يتم تجديده لاحقاً.

– الجزء الثاني (الاستجابة المناعية طويلة المدى): بعد قتل الخلايا، يدرك الجسم الأنسجة الميتة أو الملتهبة كجسم غريب أو مهاجم. هذا يؤدي إلى تنشيط الخلايا التائية ذاتية التفاعل، والتي تبدأ في مهاجمة بصيلات الشعر معتبرة إياها جسماً غريباً.

وأوضحت الباحثة أن هذا الهجوم المناعي الثانوي قد يكون له آثار طويلة الأمد، حيث يمكن للخلايا التائية مفرطة التفاعل أن تطلق هجمات مناعية ذاتية متكررة على بصيلات الشعر عند تعرض الجسم لعوامل ضغط إضافية في المستقبل. ويفتح هذا الاكتشاف آفاقاً لفهم أمراض مناعية ذاتية أخرى مثل الذئبة والتصلب المتعدد. وأشار الباحثون إلى أن تأثير الضغط النفسي بدا مشابهاً لتأثير الجينات المتعلقة بالصلع.