الذكاء الاصطناعي والنمو الذهني.. كسل فكري يهدد الأجيال

دراسة أمريكية: الاعتماد المفرط على "الروبوت" يضعف الروابط العصبية ويقتل الإبداع

الذكاء الاصطناعي والنمو الذهني.. كسل فكري يهدد الأجيال
23 ديسمبر، 2025 - 12:34 ص

واشنطن – كبسولة الصحية

كشفت دراسة حديثة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) عن مخاطر تربوية جسيمة نتيجة اعتماد الطلاب المفرط على أدوات الذكاء الاصطناعي في إنجاز مهامهم الدراسية

. وأفاد تقرير نشره موقع “24 بأن سهولة الحصول على الإجابات الجاهزة تؤدي إلى تراجع القدرات الفكرية، وانخفاض ملحوظ في نشاط الدماغ، مما يجعل الطلاب أكثر سلبية وانعزالاً عن عملية التعلم الحقيقي.

مخاطر التعلم السلبي

يؤدي الاعتماد الكلي على نماذج مثل “شات جي بي تي” إلى تحويل الطالب من مفكر ومحلل إلى مجرد متلقٍ سلبي للمعلومات. وأوضح الباحثون أن هذا النوع من التعامل يضعف الروابط العصبية المسؤولة عن الذاكرة طويلة الأمد، حيث يتم تنفيذ المهمة دون دمج المعلومات في شبكات الدماغ. والنتيجة هي كتابات نمطية تفتقر للإبداع، مع عجز الطلاب عن تذكر ما كتبوه أو مراجعة أعمالهم دون استشارة الذكاء الاصطناعي مرة أخرى.

تراجع مهارات التفكير النقدي

يحذر الخبراء من أن استخدام الذكاء الاصطناعي كبديل للتفكير يحد من تنمية المهارات النقدية والتحليلية لدى الأطفال والمراهقين. فعوضاً عن تركيب الأفكار وبنائها، يكتفي الطلاب بنسخ النتائج، مما يشجع على الكسل المعرفي ويقلل القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات. هذا الانقطاع عن الجهد الذهني يمنع الدماغ من تطوير الأدوات اللازمة لتقييم المعلومات وفهمها بعمق.

فخ المعلومات المضللة

إلى جانب التأثيرات الذهنية، تشكل دقة المحتوى المولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي تحدياً كبيراً؛ فكثير من هذه النماذج قد تنتج معلومات خاطئة أو مراجع مزيفة بلهجة سلطوية مقنعة. وبالنسبة للمراهقين الذين لا يزالون في مرحلة تطوير مهاراتهم التقييمية، فإن قبول هذه المخرجات دون تشكيك يؤدي إلى استيعاب ونشر معلومات مضللة، مما يتطلب تدخلاً تربوياً لضمان استخدام هذه التقنيات كأدوات مساعدة لا كبدائل للعقل البشري.