متابعة – كبسولة الصحية
تبقى صحة القلب رهاناً على الوعي بالمؤشرات الحيوية الدقيقة، حيث تبرز الأدلة الحديثة أن بروتين سي التفاعلي (CRP) يتفوق على الكوليسترول في التنبؤ بمخاطر الإصابة بأمراض الشرايين. ووفقاً لصحيفة “الشرق الأوسط“، فقد أصدرت الكلية الأمريكية لأمراض القلب توصيات جديدة بضرورة فحص هذا البروتين بشكل شامل لجميع المرضى، كونه يقدم صورة أدق عن حالة الالتهاب داخل الجسم.
ماهية البروتين الالتهابي ينتج الكبد بروتين سي التفاعلي كاستجابة فورية لحالات العدوى أو تلف الأنسجة والالتهابات المزمنة الناتجة عن السكري والسمنة.
تشير المستويات التي تقل عن 1 ملغ لكل ديسيلتر إلى انخفاض مخاطر الإصابة، بينما يعكس الارتفاع لأكثر من 3 ملغ وجود التهاب نشط يزيد من احتمالات النوبات القلبية. إن قياس هذا البروتين عبر فحص دم بسيط يوفر إنذاراً مبكراً يتجاوز دقة قياس الكوليسترول الضار (LDL) بمفرده.
دور الالتهاب في التصلب يلعب الالتهاب دوراً حاسماً في كافة مراحل تشكل اللويحات الدهنية وتراكمها داخل الشرايين.
تبدأ العملية بتضرر الوعاء الدموي نتيجة التدخين أو ارتفاع السكر، مما يستدعي تدخل الخلايا المناعية التي تبتلع جزيئات الكوليسترول لتشكل “لويحة” غير مستقرة، ومع استمرار الالتهاب، قد يتمزق الغطاء المحيط بهذه اللويحة، مما يحفز جلطة دموية مفاجئة تعيق تدفق الأكسجين وتؤدي إلى السكتة الدماغية.
هندسة النمط الغذائي يؤثر نمط الحياة بشكل مباشر على كمية البروتين التي ينتجها الكبد، مما يفتح الباب أمام الوقاية الطبيعية. تساهم الأطعمة الغنية بالألياف مثل البقوليات، وبذور الشيا، والكتان، بالإضافة إلى زيت الزيتون والشاي الأخضر، في خفض مستويات بروتين سي التفاعلي بفعالية. كما يمثل فقدان الوزن وممارسة الرياضة المنتظمة أدوات استراتيجية لتقليل “الحمل الالتهابي” في الجسم وحماية الأوعية الدموية من التلف.
تطور قياس الكوليسترول رغم بروز دور البروتين الالتهابي، يظل الكوليسترول عاملاً مهماً بشرط قراءته بمنظور حديث. يركز الأطباء اليوم على “البروتين الشحمي B” الذي يقيس عدد جزيئات الكوليسترول بدلاً من كتلتها الإجمالية، حيث تعني زيادة عدد الجزيئات خطراً أكبر على جدار الشرايين. كما تبرز أهمية قياس “البروتين الشحمي أ” (Lipoprotein a) الذي تفرضه العوامل الوراثية، ويجعل جزيئات الكولسترول أكثر لزوجة وقابلية للتراكم.