الروبوت “الجراح” يتفوق على البشر في خياطة الأمعاء دون تدخل بشري

الروبوت “الجراح” يتفوق على البشر في خياطة الأمعاء دون تدخل بشري
صورة تعبيرية
28 ديسمبر، 2025 - 12:50 ص

كبسولة الصحية – خاص

في واحدة من أكثر التجارب إثارة في تاريخ الجراحة الحديثة، تمكن الروبوت (STAR) -وهو اختصار لـ “الروبوت الذكي للأنسجة اللينة”- من إجراء عملية جراحية كاملة لربط أمعاء خنزير (Anastomosis) دون أن يلمس الجراح البشري أي أداة. هذا المنجز يتجاوز مجرد “المساعدة التقنية” ليدخل في صلب “الاستقلالية الجراحية”.

التحدي: لماذا خياطة الأمعاء؟

تعتبر خياطة الأمعاء من أصعب الاختبارات للجراحين؛ فهي تتطلب دقة متناهية وتوازناً مثالياً في شد الغرز. أي خطأ، ولو بمقدار مليمتر واحد، قد يؤدي إلى تسرب محتويات الأمعاء إلى تجويف البطن، مما يسبب تسمماً قاتلاً. كما أن الأمعاء عضو “لين” ومتحرك، مما يجعل التعامل معه بواسطة آلة أمراً في غاية التعقيد.

vx936

دماغ” الروبوت وكيف يعمل

خلافاً للروبوتات الجراحية التقليدية التي يوجهها الطبيب بيده، يعتمد (STAR) على ثلاث ركائز عبقرية:

  1. نظام رؤية ثلاثي الأبعاد: يمنحه قدرة على رؤية ما لا تراه العين البشرية داخل الأنسجة.
  2. خوارزميات “التصحيح اللحظي“: إذا تحركت الأمعاء أو تنفس المريض، يقوم الروبوت بتعديل زاوية الغرزة في أجزاء من الثانية.
  3. الاستشعار باللمس: يمتلك الروبوت إحساساً رقمياً بقوة شد الخيط، لضمان عدم تمزق الأنسجة الضعيفة.

نتائج مذهلة تتفوق على اليد البشرية

عند مقارنة نتائج الروبوت بأمهر الجراحين، أظهرت الدراسة أن:

  • الدقة: غرز الروبوت كانت أكثر تساوياً بنسبة كبيرة، مما يسرع عملية الالتئام.
  • الثبات: الروبوت لا يعاني من “رعشة اليد” أو الإرهاق الناتج عن العمليات الطويلة، مما يضمن أداءً مثالياً من الغرزة الأولى وحتى الأخيرة.
  • الأمان: لم تسجل التجربة أي حالة تسرب أو مضاعفات ناتجة عن خلل في الربط الجراحي.

ما الذي يعنيه هذا للمريض؟

هذا التطور يعني أننا نقترب من عصر “الجراحة الآمنة للجميع”. ففي المستقبل، لن يحتاج المريض للسفر إلى عواصم كبرى للبحث عن “جراح عالمي”، بل يمكن للروبوت المستقل أن ينفذ أصعب مراحل العملية في أي مستشفى محلي تحت إشراف طبيب يراقب الشاشة فقط، مما يقلل احتمالية الخطأ البشري إلى الصفر تقريباً.