واشنطن – كبسولة الصحية
كشفت دراسة حديثة أجراها معهد “Scripps Research” الأمريكي عن سبب غير متوقع لارتفاع ضغط الدم الشرياني، يتجاوز مفهوم “مدة النوم” التقليدي.
اعتمدت الدراسة على بيانات أجهزة اللياقة البدنية، أثبتت أن التذبذب في وقت النوم بمقدار ساعة واحدة فقط بين ليلة وأخرى يضاعف احتمالية الإصابة بانقطاع النفس الانسدادي النومي، ويرفع خطر الإصابة بضغط الدم بنسبة مرعبة تصل إلى 71%. هذا الاكتشاف يضع “انتظام المواعيد” كعامل حاسم يفوق في أهميته عدد الساعات الإجمالية التي يقضيها الإنسان في السرير.
الأجهزة القابلة للارتداء.. رادار الكشف المبكر
استند الباحثون في نتائجهم إلى تحليل بيانات رقمية لأكثر من 400 شخص على مدار عامين، مما أتاح مراقبة أنماط سلوكية طويلة الأمد لا تظهر في الفحوصات الطبية العادية. وأوضحت الدراسة أن الساعة البيولوجية للجسم لا تتقبل “العشوائية الزمنية”، حيث يؤدي تغيير موعد الاستيقاظ والنوم إلى إرباك الوظائف الحيوية والقلبية. وتفتح هذه النتائج الباب لاعتبار الساعات الذكية وأدوات تتبع اللياقة “أدوات وقائية” فعالة قادرة على التنبؤ بمخاطر القلب والأوعية الدموية قبل وقوعها.
تحدي “السبب والنتيجة” ومستقبل الأبحاث
رغم قوة العلاقة الإحصائية بين عدم انتظام النوم وارتفاع الضغط، يشدد العلماء على أن هذه النتائج لا تجزم بآلية “السبب والنتيجة” بشكل نهائي حتى الآن. إن فهم كيف يؤدي اضطراب التوقيت إلى استجابات فسيولوجية ترفع ضغط الدم يحتاج إلى مزيد من الأبحاث المعمقة، لكن الرسالة الحالية واضحة: استقرار مواعيد النوم هو خط الدفاع الأول عن سلامة الشرايين وصحة القلب في مواجهة ضغوط الحياة الحديثة.