كبسولة الصحية – خاص
لم تعد غرف الولادة في الكثير من المستشفيات الخاصة ساحة لاستقبال الحياة بالفطرة، بل تحولت إلى مراكز ربحية تُدار بعقلية “الصفقات المجدولة”. تُدفع الحوامل دفعاً نحو العمليات القيصرية دون مبرر طبي حقيقي، بدافع تعظيم الأرباح المادية للمنشأة، وتوفير وقت الطبيب الذي يفضل إنهاء المهمة في ساعة واحدة بدلاً من انتظار مخاض طبيعي قد يمتد ليوم كامل .
متى تكون القيصرية “طوق نجاة”؟
من الإنصاف الطبي التأكيد على أن الولادة القيصرية تظل ضرورة قصوى لإنقاذ حياة الأم والجنين في حالات محددة، مثل: تعسر الولادة الشديد، وضعية الجنين المقعدية، انفصال المشيمة المبكر، أو وجود تسمم حمل حاد. في هذه الحالات، المشرط هو “رحمة”، ولكن الجريمة تبدأ حين تتحول هذه “الاستثناءات” إلى “قاعدة” يُجبر الجميع عليها لتحقيق عوائد مالية .
هوس الرشاقة.. الخديعة الكبرى
تلعب بعض المراكز الطبية على وتر “هاجس الجمال والرشاقة” لإقناع المرأة بالقيصرية، موهمة إياها بأن الولادة الطبيعية ستدمر قوامها وتؤدي لترهل البطن.. والحقيقة العلمية الصارمة هي أن الولادة القيصرية “جراحة كبرى” تمزق سبع طبقات من الأنسجة والعضلات، مما يجعل العودة للقوام الطبيعي أصعب بكثير من الولادة الطبيعية التي تفرز فيها الأم هرمونات طبيعية تساعد على انكماش الرحم واستعادة الرشاقة بشكل أسرع .
الملف الحساس.. وهم “المتعة الجنسية“
في استطلاعات ميدانية لآراء النساء، برز سبب جوهري ومسكوت عنه للجوء للقيصرية؛ وهو الخوف من اتساع المهبل وتأثر العلاقة الحميمية بعد الولادة الطبيعية.. وهنا تبرز الحاجة لتصحيح الوعي الطبي؛ فالمهبل عضلة مرنة قادرة على العودة لوضعها الطبيعي، خاصة مع ممارسة تمارين “كيجل” وتقنيات التأهيل بعد الولادة. إن التضحية بجراحة كبرى وفتح بطن الأم من أجل “وهم” الحفاظ على ضيق المهبل هو مقايضة خاسرة صحياً، حيث يتم تعميد هذا الوهم من قِبل “سماسرة القيصريات” لإبقاء النساء تحت سطوة المشرط.
الرأي الطبي (السعودي والعالمي)
تدق ناقوس الخطر بضرورة ألا تتجاوز نسبة القيصريات 15%، وتدعو بقوة لعودة “القابلات” (Midwives) لتقليل التدخل الطبي غير الضروري وإعادة الهيبة للولادة الطبيعية .
تشدد وزارة الصحة السعودية في بروتوكولاتها على دعم “الولادة الطبيعية” وتوعية الحوامل بتقنية “إبرة الظهر” (Epidural) التي توفر ولادة طبيعية تماماً بلا ألم، مما يسحب البساط من مبررات الهروب نحو الجراحة.