إذا كنت من بين الذين يتناولون الميلاتونين للمساعدة على النوم، فقد تعلم أن الآثار الجانبية للميلاتونين قد تشمل أحياناً الصداع والغثيان، ولكن هل يمكن للميلاتونين أن يسبب أحلاماً سيئة أيضاً؟
وإذا لاحظت زيادة في الأحلام الغريبة، أو المكثفة عند تناول الميلاتونين، فمن المحتمل ألا يكون ذلك مصادفة، كما تقول الدكتورة كارليرا فايس أخصائية طب النوم السلوكي، فهناك رابط قوي بين الميلاتونين والأحلام، على الرغم من أن الباحثين ما زالوا يحاولون فهمه تماماً.
وبحسب “ليفينغ سترونغ”، الميلاتونين هو هرمون يتم إنتاجه في الدماغ، ويلعب دوراً في مجموعة متنوعة من العمليات الجسدية، بما في ذلك تنظيم التمثيل الغذائي والحيض.
وتقول فايس: “يُعرف الميلاتونين في الغالب بتأثيراته على النوم لأن إنتاج الميلاتونين مرتبط بالساعة البيولوجية، وإدراكنا لوقت اليوم، ووقت النوم. ننتج الميلاتونين استجابة للظلام، ونخبر أجسامنا بالاستعداد لوقت النوم”.
وكمكمل غذائي، غالباً ما يستخدم الميلاتونين كمساعد طبيعي للنوم للمساعدة في تخفيف أنواع معينة من الأرق.
وتوضح فايس: “تناول مكمل الميلاتونين يعزز في أجسامنا أن وقت النوم يقترب. لذلك، فهو يدعم بداية النوم. يمكن للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم والإيقاع اليومي مثل اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، أو العاملين بنظام المناوبات، أو المصابين بالعمى الاستفادة من تناول الميلاتونين في وقت محدد لإعادة مزامنة دورة النوم والاستيقاظ الخاصة بهم”.
تشير بعض الدراسات إلى آليتين لتبرير هذا “التأثير الجانبي” للميلاتونين، كما تقول فايس.
وتتابع: “أولاً، قد يزيد الميلاتونين من مدة نوم حركة العين السريعة، حيث تحدث معظم الأحلام. وبالتالي، قد يحلم الشخص أكثر أو يعاني من الكوابيس أثناء قضاء المزيد من الوقت في هذه المرحلة من النوم”. وهذا منطقي. في الأساس، كلما زاد الوقت الذي تقضيه في الحلم، زادت فرصك في رؤية أحلام سيئة. أما التفسير الثاني فبحسب فايس “يؤثر الميلاتونين على إطلاق الفازوتوسين، وهو بروتين ينظم نوم حركة العين السريعة.
وقد ارتبطت مستويات الفازوتوسين المرتفعة بالأحلام الواضحة”.
من العوامل التي تسبب أحلاماً سيئة، الحرمان من النوم، والقلق أو التوتر، والتحولات الهرمونية، مثل أثناء الحمل وبعد الولادة، أو قبل بدء الدورة الشهرية مباشرةً، وبعض الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب وأدوية ضغط الدم.
ولتجنب تأثير مكمل الميلاتونين السلبي على الأحلام، تنصح فايس بتناول الجرعات الموصى بها للبالغين: أي 0.5 إلى 5 ملليغرام.
ويُذكر أن الميلاتونين ليس من المفترض تناوله لأكثر من شهر أو شهرين في المرة الواحدة، فهو ليس علاجاً طويل الأمد لمشاكل النوم.
وتكمن حالات تجنب المكمل في الحمل أو الرضاعة، أو وجود اضطراب النزيف أو النوبات، وتناول وسائل منع الحمل الهرمونية، وكذلك تناول أدوية أخرى، بما في ذلك أدوية ارتفاع ضغط الدم والسكري.