استشاري: التشخيص المبكر يحمي من مضاعفات الانسداد الرئوي المزمن

استشاري: التشخيص المبكر يحمي من مضاعفات الانسداد الرئوي المزمن
4 مايو، 2025 - 10:09 م

الرياض – كبسولة الصحية
يُعد مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) من أبرز التحديات الصحية في المملكة العربية السعودية، حيث يشهد تزايدًا مستمرًا في معدلات الإصابة والوفيات المرتبطة به خلال العقود الأخيرة.

ووفقًا لبيانات عام 2019، بلغ عدد المصابين بالمرض في المملكة نحو 434,560 شخصًا، بزيادة تُقدَّر بـ 329.82% مقارنة بعام 1990. كما ارتفع معدل الانتشار المعياري للعمر من 1,381.26 حالة لكل 100,000 نسمة في عام 1990 إلى 2,053.04 حالة لكل 100,000 نسمة في 2019، مسجلاً زيادة بنسبة 49%. أما الوفيات المرتبطة بالمرض، فقد بلغت 2,119 حالة وفاة في عام 2019، أي بزيادة قدرها 47.91%، ما يمثل 1.65% من إجمالي الوفيات في المملكة.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور محمد عمر زيتوني، استشاري الأمراض الصدرية، أن التدخين يمثل العامل الأبرز في الإصابة بهذا المرض، نظرًا لتسببه في تضيق القصبات الهوائية وتلف الحويصلات الهوائية بمرور الوقت. وأضاف أن من أبرز أعراض المرض: ضيق التنفس عند بذل الجهد، وصفير الصدر، والسعال المصحوب بالبلغم، لافتًا إلى أن المرضى كثيرًا ما يعتقدون أن هذه الأعراض ناتجة عن التقدم في العمر، خصوصًا أن المرض أكثر شيوعًا بين كبار السن.

وأشار الدكتور زيتوني إلى أن الاعتقاد السائد سابقًا بعدم إمكانية علاج المرض قد تغيّر في ضوء فهم جديد لبعض حالاته، مبينًا أن ما يقارب 40% من المرضى يعانون من التهاب مزمن في الشعب الهوائية يمكن التعامل معه طبيًا، ما يسهم في تقليل فرص التنويم وتحسين جودة الحياة.

وتبذل المملكة جهودًا واضحة للحد من انتشار المرض، من خلال برامج الإقلاع عن التدخين، إذ أنشأت وزارة الصحة أكثر من 70 عيادة متخصصة، وفرضت قيودًا صارمة على التدخين في الأماكن العامة، بالإضافة إلى حملات توعوية دورية تستهدف رفع الوعي المجتمعي بمسببات المرض وطرق الوقاية منه.

وتشمل العوامل المسببة للمرض – إلى جانب التدخين – التعرض لتلوث الهواء الداخلي والخارجي، والعوامل المهنية مثل الغبار والمواد الكيميائية، التي تساهم بدورها في تدهور وظائف الجهاز التنفسي وزيادة احتمالية الإصابة.

ويُعد مرض الانسداد الرئوي المزمن تحديًا يتطلب استراتيجية شاملة تقوم على التوعية والوقاية والتشخيص المبكر والعلاج الملائم، إلى جانب تعزيز قدرات مقدمي الرعاية الصحية وتمكينهم من التعامل مع هذا المرض المزمن بفعالية.