أعلنت منظمة الصحة العالمية في تقريرها الأخير عن انخفاض كبير في معدلات الوفيات الناتجة عن الغرق عالميًا، بنسبة بلغت 38% منذ عام 2000، مشيرة إلى أن هذا التراجع يعكس الجهود المتواصلة لتعزيز التوعية وتطبيق التدابير الوقائية. ورغم هذا التقدم، يظل الأطفال دون سن الخامسة وسكان المناطق الريفية الأكثر عرضة لخطر الغرق، حيث تحدث معظم هذه الحوادث في بيئات تفتقر إلى إجراءات السلامة المناسبة.
وأوضح التقرير أن المناطق الريفية تشهد تحديات خاصة في التصدي لحوادث الغرق بسبب نقص برامج التوعية والبنية التحتية المخصصة للوقاية، مما يؤدي إلى استمرار هذه المشكلة في هذه المجتمعات مقارنة بالمناطق الحضرية. كما كشف التقرير عن تفاوت إقليمي في معدلات الغرق، مما يشير إلى ضرورة تبني استراتيجيات وقائية موجهة تلبي احتياجات المناطق الأكثر تضررًا.
وفي ظل هذه الأرقام، دعت منظمة الصحة العالمية إلى التركيز على تعليم مهارات السباحة والسلامة المائية للأطفال والمجتمعات المعرضة للخطر، إلى جانب إنشاء حواجز آمنة حول المسطحات المائية للحد من الحوادث. كما شددت على أهمية تحسين أنظمة جمع البيانات المتعلقة بحوادث الغرق لفهم أعمق للأسباب ووضع حلول فعّالة ومستدامة.
وأكدت المنظمة أن حماية الفئات الأكثر ضعفًا، خاصة الأطفال في المناطق الريفية، يمثل أولوية قصوى لضمان استمرار التقدم المحرز في خفض معدلات الوفيات الناجمة عن الغرق عالميًا.