بكتيريا تمتص “السموم” وتقلل خطر السرطان .. أمل جديد من الأمعاء

بكتيريا تمتص “السموم” وتقلل خطر السرطان .. أمل جديد من الأمعاء
3 يوليو، 2025 - 2:25 ص

كبسولة الصحية – موقع 24

في بارقة أمل طال انتظارها لمواجهة أحد أخطر ملوثات العصر، كشفت دراسة جديدة من جامعة كامبريدج عن قدرة بعض أنواع بكتيريا الأمعاء المفيدة على امتصاص والتخلص من مركبات “PFAS”، المعروفة بالمواد الكيميائية الأبدية، من جسم الإنسان، ما يفتح الباب أمام علاج طبيعي واعد للوقاية من أمراض خطيرة أبرزها السرطان والعقم.

PFAS.. سموم خفية لا تزول

تشمل PFAS آلاف المركبات الصناعية التي تُستخدم في المنتجات المقاومة للماء والحرارة والدهون، مثل أدوات الطهي غير اللاصقة، وعبوات الطعام، وحتى مستحضرات التجميل.

إلا أن الخطر يكمن في قدرتها شبه المطلقة على البقاء داخل الجسم والبيئة دون أن تتحلل، حيث تتراكم في الأعضاء الحيوية وتُسبب خللاً في الهرمونات، وترتبط بارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض مثل العقم، وسرطان الثدي، والكبد، والمبيض.

في الدراسة المنشورة بمجلة Nature Microbiology، قام الباحثون بزراعة 38 نوعاً من البكتيريا المفيدة من أمعاء الإنسان داخل فئران المختبر، ثم عرّضوها لمركّبات PFAS. وكانت النتيجة مذهلة: الفئران التي احتوت أمعاؤها على هذه البكتيريا تمكّنت من التخلص من نحو 74% من المواد الكيميائية عبر البراز خلال دقائق، مقارنة بنسبة ضئيلة في الفئران الخالية منها.

تبيّن أن بكتيريا Odoribacter splanchnicus كانت الأكثر كفاءة في التقاط هذه المركبات السامة. ويُعتقد أن هذه البكتيريا تنتج حمض البوتيرات، الذي يُعزز المناعة ويساهم في تحسين وظائف الأمعاء والأيض.

وأوضح الدكتور كيران باتيل، كبير مؤلفي الدراسة: “بعض أنواع البكتيريا تمتلك قدرة مذهلة على امتصاص PFAS من البيئة المحيطة بها وتخزينها داخل خلاياها، وكأنها تؤدي وظيفة تنظيف داخلي لمجرى الأمعاء من هذه السموم”.

تعمل فرق البحث حالياً على تطوير مكملات بروبيوتيك تستهدف تعزيز وجود هذه البكتيريا المفيدة في الجهاز الهضمي للإنسان، كمقاربة وقائية وطبيعية للتقليل من مستويات المواد الكيميائية الضارة داخل الجسم.

وأكدت الباحثة المشاركة، الدكتورة إندرا رو، أن “هذه المواد موجودة بالفعل في البيئة، وفي أجسامنا، وعلينا التحرك فوراً للحد من آثارها. لا نمتلك حتى الآن طريقة لتدميرها، لكننا نقترب من وسيلة فعالة لإخراجها من أجسامنا قبل أن تُسبب الضرر الأكبر”.

وتشير تقارير الصحة البيئية إلى أن PFAS تُصنَّف كمُدمّرات للغدد الصماء، وتُقلّد الهرمونات الطبيعية، ما يجعل تأثيرها على أجهزة الجسم معقداً وخطيراً. وقد ركزت الدراسة على اثنين من أخطر أنواعها: PFOA المصنَّف كمادة مسرطنة مؤكدة، وPFNA التي يُشتبه بارتباطها بأمراض مزمنة وخطيرة.

اشترك في قائمتنا البريدية وابقَ على اطلاع دائم.