«جيما» توفيت في سن 31 بسبب نوع نادر من مرض الخرف

 «جيما» توفيت في سن 31 بسبب نوع نادر من مرض الخرف
19 مايو، 2025 - 2:23 ص

كبسولة الصحية- القاهرة

في مأساة تهز القلوب، توفيت الشابة البريطانية جيما إيلينجورث عن عمر ناهز 31 عامًا بعد صراع قاسٍ مع نوع نادر من الخرف يُعرف بضمور القشرة الخلفية (PCA)، وهو مرض بدأ في نسج خيوطه منذ الطفولة دون أن يُكتشف.

عُرفت جيما منذ صغرها بذكائها وروحها المرحة رغم معاناتها من صعوبات في الرؤية والتنسيق وتحديد الوقت، إلا أن أحداً لم يتخيل أن هذه المؤشرات البسيطة كانت تمهيداً لمرض تنكسي قاتل سيحرمها لاحقًا من أبسط قدراتها الإنسانية: الكلام، والبلع، والحركة، بحسب dailymail.

بدأت القصة تتكشف خلال جائحة كورونا في عام 2020، حين لاحظت جيما تدهورًا مفاجئًا في بصرها، ما دفعها إلى التوقف عن العمل والاعتماد بشكل متزايد على دعم عائلتها وأصدقائها في المهام اليومية، ومع تفاقم الأعراض، خضعت لفحص دماغ كشف عن خلل كبير، ليتم تشخيصها في نوفمبر 2021 بضمور القشرة الخلفية – أحد أشكال الزهايمر المبكر، الذي يؤثر على منطقة الدماغ المسؤولة عن المعالجة البصرية.

ورغم أن التشخيص كان مفجعًا للعائلة، فإن جيما استقبلته بأمل وسعادة، ظنًا منها أنه سيقود إلى علاج يخفف معاناتها، لكن المرض كان أسرع من الآمال؛ إذ تدهورت حالتها بسرعة حتى أصبحت عاجزة عن إطعام نفسها أو المشي أو النطق.

وعلى الرغم من معاناتها، ظلت جيما تحتفظ ببعض من روحها المرحة، حيث يقول شقيقها بن: “حتى النهاية، كان لا يزال هناك جزء منها يلمع، ضحكنا كثيرًا رغم الألم”.

فارقت جيما الحياة في نوفمبر 2023، محاطة بعائلتها، بعد رحلة كفاح شجاعة ضد مرض لا يرحم، وأحياءً لذكراها، شارك أشقاؤها وأصدقاؤها في ماراثون لندن لدعم أبحاث الخرف، وتمكنوا من جمع أكثر من 19 ألف جنيه إسترليني لصالح مؤسسة “الدماغ الوطني”.

ويرى الخبراء، أن علامات الخرف المبكر، مثل اضطرابات الرؤية والتغيرات السلوكية، غالبًا ما تُهمل أو تُفسر بشكل خاطئ، خاصة عند ظهوره في سن الشباب، وتشير التقديرات إلى أن نحو 71 ألف شخص في المملكة المتحدة يعيشون مع الخرف المبكر، وهو عدد تضاعف تقريبًا منذ عام 2014.

رحلت جيما مبكرًا، لكن قصتها المؤثرة أضاءت على ضرورة الوعي بأعراض الخرف المبكر، والحاجة الملحة للتشخيص والتدخل في مراحله الأولى إنها قصة فقدٍ موجع، لكنها أيضًا رسالة أمل في وجه الإهمال، تدعو إلى البحث، والدعم، والتغيير.