كبسولة الصحية – لندن
رغم تصاعد الوعي الصحي خلال السنوات الأخيرة، وانتشار المنتجات التي تُسوّق تحت شعار “عضوي” أو “صحي”، إلا أن خبراء تغذية يحذّرون من أن كثيراً من هذه الأطعمة ينتمي إلى ما يُعرف بـ”الأطعمة فائقة التصنيع” (Ultra-Processed Foods)، والتي تُعد من أكثر الأنواع ضرراً على الصحة العامة.
وفقاً لمؤسسة القلب البريطانية، يعتمد تصنيف “الأطعمة فائقة التصنيع” على نظام “نوفا” (NOVA) الذي وضعه باحثون من جامعة ساو باولو، ويُقسّم الأطعمة إلى أربع فئات:
الأولى: أطعمة طبيعية أو معالجة بشكل طفيف، مثل الفواكه والخضروات والبيض والحبوب الكاملة.
الثانية: مكونات معالجة تُضاف للأطعمة، مثل الزيوت والملح والسكر.
الثالثة: أطعمة مصنعة من مزج الفئتين السابقتين، مثل المخللات والمربى والجبن.
الرابعة: الأطعمة فائقة التصنيع، وهي التي تحتوي على إضافات صناعية غير مستخدمة عادة في الطهي المنزلي، مثل المواد الحافظة، والمحليات الصناعية، والمستحلبات، والنكهات والألوان الاصطناعية.
من السوبرماركت إلى الطاولة: منتجات يومية لكن “فائقة التصنيع”
رغم شعبيتها وانتشارها، تضم قائمة الأطعمة فائقة التصنيع عدداً من المنتجات الشائعة، منها النقانق واللانشون واللحوم المعالجة، والخبز التجاري الجاهز، وحبوب الإفطار المحلاةن والشوربات الفورية، والبطاطس المقلية المعلبة والبسكويت، والمثلجات والزبادي بنكهة صناعية، والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة.
لماذا تُعد هذه الأطعمة ضارة بالصحة؟
تتميز هذه المنتجات بمحتوى عالٍ من الدهون المشبعة والملح والسكر، ما يؤدي إلى تراجع استهلاك الأطعمة الطبيعية الغنية بالعناصر الغذائية.
وتشير دراسات حديثة إلى أن طريقة التصنيع نفسها قد تؤثر على قدرة الجسم على امتصاص المغذيات، كما تُطرح تساؤلات حول تأثير هذه المواد على صحة الأمعاء، وإن كانت تلك التأثيرات تعود إلى مادة معينة أو لمزيج العناصر الكيميائية معاً، وفقاً لما ورد في موقع “ميترو”.
منتجات تُسوّق كـ”صحية”.. لكنها مضللة
فيما يلي أمثلة على أطعمة تُباع على أنها صحية، لكنها في الحقيقة تنتمي لفئة الأطعمة فائقة التصنيع:
لازانيا وكاري وفطائر معبأة تُباع بتصنيفات مثل “فاخر” أو “طبيعي”، لكنها غالباً ما تحتوي على مثبتات كيميائية وكميات مرتفعة من الصوديوم.
رغم كونه خياراً نباتياً شائعاً، إلا أن حليب اللوز أو الشوفان غالباً ما يُصفى ويُعاد تركيبه بنسبة صغيرة جداً من المكوّن الأصلي، مع إضافات صناعية قد تحدّ من الفائدة الغذائية.
رغم خلوها من المكونات الحيوانية، تحتوي بدائل اللحوم على مكونات معالجة ومكررة، ما يجعلها غير مثالية كخيار صحي دائم.
تحمل طابعاً “رياضياً” لكنها غالباً مليئة بالسكريات والدهون المخفية. فائدتها مرتبطة بالسياق: مقبولة كوجبة خفيفة، لا كبديل للوجبات الأساسية.
ليست كلها متساوية. بعض الأنواع، مثل الشوفان الطبيعي، صحية، لكن أخرى مضاف إليها سكريات ومحسنات نكهة وألوان تجعلها أقرب للوجبات السريعة منها للفطور الصحي.
لا تثق في الغلاف.. اقرأ المكونات
مع تسويق ذكي يُغلف الأطعمة بكلمات مثل “صحي” و”خالٍ من السكر” و”عضوي”، قد ينخدع المستهلك بسهولة.
لذا، قراءة قائمة المكونات بدقة والعودة إلى الخيارات الطبيعية البسيطة هو الطريق الآمن نحو تغذية متوازنة وصحة مستدامة.