كبسولة الصحية – واشنطن
حذّر طبيب عام مقيم في المملكة المتحدة من مخاطر زيت شجرة الشاي، مؤكداً أن ابتلاع كميات صغيرة منه قد يؤدي إلى تسمم حاد يُهدد الحياة، ويُسبب نوبات صرع، أو غيبوبة، وحتى تلفاً في أعضاء الجسم.
وفي مقطع نشره عبر حسابه على إنستغرام، تجاوزت مشاهداته 2.1 مليون مشاهدة، علّق الدكتور سرمد مزهر على حادثة تعرّض طفل صغير لغيبوبة بعد تناوله الزيت العطري، موضحاً أن تأثير التسمم قد يبدأ “في غضون دقيقة واحدة فقط”.
وقال مزهر إن زيت شجرة الشاي يحتوي على مركبات قوية مثل “تيربينين-4-أول” و”سينول”، تُعرف بخصائصها المضادة للفطريات والالتهابات، لكنها تُسبب آثاراً سامة خطيرة عند تناولها، تشمل فقدان التوازن، النعاس، والنوبات العصبية.
وأشار إلى حالة لطفل يبلغ من العمر 23 شهراً شرب 10 مل فقط من الزيت، ما أدى إلى دخوله في غيبوبة استمرت خمس ساعات.
ووفقاً لبيانات المركز الأمريكي لمكافحة السموم، فقد تم تسجيل أكثر من 2200 حالة تسمم بزيت شجرة الشاي خلال عام 2022 فقط، وهو ضعف عدد حالات التسمم الناتجة عن أي زيت عطري آخر، بما في ذلك زيت القرنفل وزيت الأوكالبتوس.
وحذّر الطبيب من إبقاء هذا الزيت في المنازل، خصوصاً في وجود أطفال أو حيوانات أليفة، مشيراً إلى أن آثاره لا تقتصر على الجهاز العصبي، بل تشمل أيضاً الجهاز الهضمي والكبد، وقال: “يتسبب الزيت في الغثيان، القيء، الإسهال، ويُجهد الكبد لدرجة يصعب معها استقلاب مكوناته السامة، ما يؤدي إلى تلف الأعضاء مع التعرض المتكرر”.
ورغم رواجه كمكون في منتجات العناية بالبشرة، شكّك مزهر في فعالية زيت شجرة الشاي، مؤكداً أن فوائده “مبالغ فيها وغير مدعومة بأدلة علمية كافية”.
وكانت دراسة أُجريت عام 2023 قد أظهرت أن للزيت خصائص مضادة للبكتيريا والالتهابات، وقد يساعد في علاج حب الشباب، إلا أن الباحثين حذروا من صعوبة تحديد مدى أمانه وسلامة استخدامه، وفقاً لما ورد في صحيفة “دايلي ميل” البريطانية.
من جانبه، نبّه البروفيسور ديفيد ماكدويل من جامعة أولستر إلى أن الاستخدام المتكرر لزيت شجرة الشاي بتركيزات منخفضة على الجلد قد يُسبب “إجهاداً للبكتيريا بدلاً من قتلها”، مما يزيد من مقاومتها للمضادات الحيوية. وأشار إلى أن هذا الاستخدام قد يسهم في تعزيز مقاومة أنواع خطيرة من البكتيريا، مثل المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA)، والإشريكية القولونية، والسالمونيلا.
واختتم الدكتور مزهر تحذيره بالقول: “لا أعرف ما هو وضعك، لكنني شخصياً لن أحتفظ بهذا المنتج في منزلي”.