تلوث الهواء والأودية العشبية وراء زيادة سرطان الرئة بين غير المدخنين

تلوث الهواء والأودية العشبية وراء زيادة سرطان الرئة بين غير المدخنين
3 يوليو، 2025 - 2:33 ص

كبسولة الصحية – وكالات

لطالما اعتُبر سرطان الرئة مرضاً يصيب المدخنين، ولكن مع انخفاض استخدام التبغ في أجزاء كثيرة من العالم، ظهر اتجاه مثير للقلق، إذ ارتفع سرطان الرئة لدى غير المدخنين.

وكشفت دراسة جديدة أن تلوث الهواء، والأودية العشبية التقليدية، وغيرها من العوامل البيئية ترتبط بطفرات جينية قد تساهم في الإصابة بسرطان الرئة لدى غير المدخنين. علاوة على ذلك، يؤثر هذا النوع من السرطان بشكل غير متناسب على النساء، خاصةً من الأصول الآسيوية، ويميل إلى أن يكون أكثر انتشاراً في شرق آسيا منه في الدول الغربية.

ووفق الدراسة الجديدة، هناك أدلة جينية دامغة تشير إلى أن تلوث الهواء، وغيره من العوامل البيئية، عامل رئيسي محتمل وراء هذا القلق المتزايد على الصحة العامة.

وبحسب “مديكال إكسبريس”، أُجريت الدراسة بالتعاون بين باحثين من جامعة كاليفورنيا والمعهد الوطني للسرطان بالولايات المتحدة.

وقال لودميل ألكسندروف، أستاذ الهندسة الحيوية والطب الخلوي في جامعة كاليفورنيا: “نشهد اتجاهاً إشكالياً يتمثل في تزايد إصابة غير المدخنين بسرطان الرئة، لكننا لم نفهم السبب بعد”.

وأضاف “تُظهر أبحاثنا أن تلوث الهواء يرتبط ارتباطاً وثيقاً بنفس أنواع طفرات الحمض النووي التي نربطها عادةً بالتدخين”.

وحلل الفريق أورام الرئة لدى 871 غير مدخن يعيشون في 28 منطقة ذات مستويات متفاوتة من تلوث الهواء في أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية.

وباستخدام تسلسل الجينوم الكامل، حدد الباحثون أنماطاً مميزة من طفرات الحمض النووي، تُعرف بالبصمات الطفرية، والتي تعمل مثل بصمات جزيئية للتعرضات السابقة.

وبدمج هذه البيانات الجينومية مع تقديرات التلوث المستندة إلى قياسات الأقمار الصناعية والمستوى الأرضي للجسيمات الدقيقة، تمكن الباحثون من تقدير التعرض لتلوث الهواء على المدى الطويل.

ووجدوا أن غير المدخنين الذين يعيشون في بيئات أكثر تلوثاً لديهم طفرات أكثر بكثير في أورام الرئة، خاصة الطفرات المحفزة، التي تعزز بشكل مباشر تطور السرطان.

وهذا لا يعني أن التلوث يُسبب “علامة طفرة فريدة لتلوث الهواء” في حد ذاته، كما أشار ماركوس دياز، الباحث المشارك في الدراسة، بل يزيد العدد الإجمالي للطفرات، لا سيما في المسارات المعروفة لتلف الحمض النووي.

في المقابل، لم يجد الباحثون ارتباطاً وراثياً قوياً بالتدخين السلبي. أظهرت أورام الرئة لدى غير المدخنين المعرضين للتدخين السلبي زيادة طفيفة فقط في الطفرات، إلى جانب تيلوميرات أقصر، ولكن لم تظهر بصمات طفرات مميزة أو طفرات مسببة.

وفي حين أن التعرض للتدخين السلبي يُعدّ من عوامل الإصابة بالسرطان المعروفة، إلا أن تأثيره الطفري كان أقل وضوحاً بكثير من تأثير تلوث الهواء.

 

 

اشترك في قائمتنا البريدية وابقَ على اطلاع دائم.