الرياض – وكالات
كشفت دراسة صينية عن أن النساء أكثر عرضة للإصابة بنقص فيتامين «د» مقارنة بالرجال، وهذا النقص يؤدي إلى اضطراب مستويات الدهون في الدم، وارتفاع الكوليسترول الضار.
وأوضح الباحثون في مستشفى «يوهوان الشعبي» أن هذه النتائج تُبرز أهمية الفحص الدوري لمستويات هذا الفيتامين، للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية، ونُشرت النتائج، يوم الخميس، في دورية «Frontiers in Endocrinology».
ويُعد اضطراب مستويات الدهون في الدم، أو ما يُعرف بـ«خلل شحميات الدم»، من أبرز عوامل الخطر التي تهدّد صحة القلب. ويحدث هذا الاضطراب عندما ترتفع مستويات الكوليسترول الضار أو الدهون الثلاثية، أو تنخفض مستويات الكوليسترول الجيد. ويُشكل الكوليسترول الضار خطراً خاصاً؛ إذ يمكن أن يتراكم على جدران الشرايين، مسبباً تضيّقها وتصلّبها، مما يزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين والجلطات القلبية والسكتات الدماغية.
وأُجريت الدراسة على 1535 شخصاً من الأصحاء الذين خضعوا لفحوصات طبية دورية في مستشفى «يوهوان الشعبي» بمقاطعة تشجيانغ الصينية. وتم قياس مستويات فيتامين «د» والدهون في الدم، بما في ذلك الكوليسترول الكلي، والكوليسترول الضار، والكوليسترول الجيد، والدهون الثلاثية.
وأظهرت النتائج أن متوسط مستوى فيتامين «د» بين المشاركين بلغ 49.6 نانومول/لتر، أي أقل من الحد الأدنى الموصى به. كما تبيّن أن أكثر من 54.7 في المائة من المشاركين يعانون نقصاً في الفيتامين، وكانت النسبة أعلى لدى النساء (63.8 في المائة) مقارنة بالرجال (42.8 في المائة).
وبعد ضبط العوامل المؤثرة، مثل العمر ومؤشر كتلة الجسم، وجد الباحثون أن نقص فيتامين «د» يرتبط بزيادة خطر الإصابة باضطرابات الدهون في الدم بنسبة 71 في المائة في عموم المشاركين، إلا أن التأثير كان أقوى لدى النساء، إذ ارتفع الخطر لديهن بمقدار 2.8 ضعف.
والأهم من ذلك، أظهرت الدراسة أن النساء المصابات بنقص فيتامين «د» كن أكثر عرضة للإصابة بارتفاع الكوليسترول الضار بمقدار يزيد على خمسة أضعاف مقارنة بالنساء ذوات المستويات الطبيعية من الفيتامين.
أهمية فيتامين «د»
وفسّر الباحثون هذه العلاقة بأن فيتامين «د» يلعب دوراً في تنظيم الجينات المسؤولة عن استقلاب الدهون، كما أن له تأثيراً مضاداً للالتهابات، ويُسهم في تحسين حساسية الجسم للإنسولين، وهي عوامل تؤثر مباشرة في مستويات الدهون بالدم.
ووفق الفريق البحثي، فإن نتائج الدراسة تدعم أهمية إجراء فحوصات روتينية لمستويات فيتامين «د» حتى لدى الأفراد الأصحاء، لا سيما النساء، بصفتها خطوة وقائية للحد من اضطرابات الدهون وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
وأشاروا إلى ضرورة التفكير في وضع برامج لتعويض نقص فيتامين «د» أو استخدام مكملات غذائية تُباع في الصيدليات. ويوجد فيتامين «د» بشكل طبيعي في بعض الأطعمة؛ مثل: الأسماك الدهنية كالسمك السلمون والتونة، وصفار البيض، والكبد. كما يُنتج الجسم فيتامين «د» عند التعرض لأشعة الشمس.