“السيلوسيبين” ثورة في علاج باركنسون.. يحسّن المزاج والحركة

“السيلوسيبين” ثورة في علاج باركنسون.. يحسّن المزاج والحركة
19 مايو، 2025 - 10:00 ص

كبسولة الصحية – واشنطن

في خطوة قد تغير مستقبل علاجات الأمراض العصبية، كشفت دراسة أولية حديثة عن نتائج واعدة مادة طبيعية تستخلص من الفطر، تدعى السيلوسيبين، في تحسين الأعراض النفسية والحركية لمرضى باركنسون، هذا الاكتشاف، الذي أجرته جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يفتح آفاقاً جديدة في البحث عن علاجات فعالة لا تقتصر على تخفيف الأعراض، بل قد تساهم في دعم الدماغ على التعافي الذاتي، بحسب ما جاء من عن scitechdaily.

كشفت دراسة أولية أجرتها جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو عن تأثيرات غير مسبوقة لمادة السيلوسيبين، وهي مركب طبيعي موجود في بعض أنواع الفطر، على مرضى باركنسون، وقد أظهرت النتائج أن هذه المادة لا تحسن فقط من الحالة المزاجية والوظائف الذهنية، بل تمتد تأثيراتها الإيجابية أيضًا إلى التخفيف من الأعراض الحركية المرتبطة بالمرض، وهي نتائج استمرت لأسبوعين أو أكثر حتى بعد زوال المادة من الجسم.

السيلوسيبين معروف مسبقاً بفعاليته في معالجة اضطرابات مثل القلق والاكتئاب، ما شجع الباحثين على اختباره لدى المصابين بمرض باركنسون، والذين يعانون عادة من تقلبات مزاجية حادة لا تستجيب جيداً للعلاجات التقليدية، وقد وجد الفريق البحثي أن السيلوسيبين آمن في هذه الفئة من المرضى، دون أن يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة أو إلى تفاقم الحالة العصبية.

وشملت الدراسة 12 مريضاً ، 7 رجال و5 نساء ، يعانون من باركنسون بدرجة خفيفة إلى متوسطة، خضع المشاركون لجرعتين من السيلوسيبين: الأولى 10 ملغ، تلتها بعد أسبوعين جرعة أقوى تبلغ 25 ملغ، إلى جانب ثماني جلسات من العلاج النفسي المصاحب،وتم تقييم المرضى من حيث التغيرات في المزاج، والقدرة الإدراكية، والتحكم الحركي.

وكان من أبرز النتائج أن المرضى أبلغوا عن تحسن عام في حالتهم النفسية والجسدية، دون ظهور مضاعفات خطيرة، رغم بعض الأعراض الجانبية البسيطة مثل الغثيان أو القلق المؤقت، والأهم من ذلك، أن هذا التحسّن استمر حتى بعد ثلاثة أشهر من انتهاء العلاج، وهو ما يشير إلى إمكانية وجود تأثير عميق وطويل الأمد لهذه المادة على الدماغ.

وأشارت الدكتورة إلين برادلي، الباحثة الرئيسية في الدراسة، إلى أن النتائج كانت “فوق كل التوقعات”، موضحة أن مشاكل المزاج تمثل أحياناً عبئاً أكبر على المرضى من الأعراض الحركية، كما أنها تؤدي إلى تدهور أسرع في وظائفهم اليومية.

أما التفسير المحتمل لتحسّن الأعراض، فقد يكون مرتبطا بتأثير السيلوسيبين في تحسين المزاج وتخفيف الالتهاب، وربما أيضا في تحفيز نمو الخلايا العصبية في الدماغ، وتجرى حالياً دراسة أوسع نطاقاً تشمل 100 مريض لتأكيد هذه النتائج والبحث في آليات تأثير المادة بشكل أعمق.

وصرح الدكتور جوشوا وولي، مدير البرنامج البحثي، أن هذه النتائج قد تمهد الطريق نحو جيل جديد من العلاجات العصبية، قائلاً: “للمرة الأولى، نمتلك أداة علاجية لا تكتفي بالتخفيف من الأعراض، بل قد تساعد الدماغ فعلاً على الشفاء الذاتي وإصلاح نفسه”.

بينما لا تزال النتائج أولية وتحتاج إلى دراسات موسعة لتأكيدها، فإن السيلوسيبين قد يكون مفتاحاً جديداً لفهم كيفية معالجة الأمراض العصبية بطرق تتجاوز الأساليب التقليدية ، وإذا أثبتت الدراسات اللاحقة فعاليته، فقد نشهد تحولاً جذرياً في علاج مرض باركنسون وغيره من الأمراض التنكسية العصبية، باستخدام مركبات طبيعية كانت في السابق تصنف كمجرد مهلوسات.