من اليوم.. إلزام المطاعم بإظهار السعرات الحرارية.. وعرض معلومات مفصّلة في قوائم الطعام

من اليوم.. إلزام المطاعم بإظهار السعرات الحرارية.. وعرض معلومات مفصّلة في قوائم الطعام
1 يوليو، 2025 - 12:30 م

كبسولة الصحية – الرياض

في خطوة صحية لافتة تحمل بعدًا توعويًا عميقًا، بدأت المنشآت الغذائية في المملكة الالتزام بوضع السعرات الحرارية على الوجبات والمشروبات المقدمة للمستهلكين، تنفيذًا لتوجيهات الجهات التنظيمية ممثلة في وزارة الصحة وهيئة الغذاء والدواء. هذه الخطوة لم تأتِ بمعزل عن الواقع الصحي، بل جاءت استجابة مباشرة لارتفاع معدلات السمنة والأمراض المزمنة مثل السكري والضغط، والتي باتت تشكّل تحديًا متناميًا أمام النظام الصحي الوطني.

وضع السعرات الحرارية بشكل واضح على قوائم الطعام يُعد أداة فعالة لتعزيز الشفافية، وإعطاء المستهلك حرية اتخاذ القرار الغذائي المبني على وعي ومعرفة. فبدلًا من أن يختار وجبته بناءً على المذاق أو الحجم، أصبح اليوم أكثر إدراكًا للقيمة الغذائية وما تعنيه تلك الأرقام في ميزان صحته اليومية.

ويُلاحظ أن عددًا من المواطنين بدأوا يتجاوبون مع هذه التغييرات، خصوصًا شريحة الشباب والنساء، حيث ساهم الإفصاح عن السعرات في الحد من الإفراط في الوجبات العالية المحتوى الحراري، كما حفّز البعض على مقارنة البدائل واختيار الخيارات الأقل ضررًا. وعلى المستوى الاقتصادي، فإن هذه السياسة قد تدفع المنشآت إلى إعادة النظر في طريقة إعداد الوجبات، لتقديم أصناف صحية بتوازن مقبول بين الطعم والقيمة الغذائية، وذلك حفاظًا على جاذبيتها في سوق يشهد تزايدًا في وعي المستهلك.

لكن، ورغم الإيجابيات، يظل التحدي قائمًا في مدى فهم العامة لمفهوم السعرات، ودورهم في استهلاكها مقابل النشاط البدني. فالمعلومة وحدها لا تكفي ما لم تُدعم بحملات توعية تثقيفية تبسّط هذا المفهوم، وتحفز على تغيير نمط الحياة، وهو ما يستدعي تكاملاً بين الإعلام الصحي والجهات المختصة.

في النهاية، فإن هذه الخطوة تُعد تحولًا نوعيًا في المشهد الغذائي السعودي، وتؤكد أن الصحة العامة لم تعد مسؤولية الأطباء وحدهم، بل هي ثقافة تُبنى بالتشريعات والتوعية والالتزام المشترك من القطاعين الحكومي والخاص.

كانت الهيئة العامة للغذاء والدواء أعلنت عن تطبيق اللوائح الفنية الجديدة الخاصة بالغذاء لتعزيز الشفافية وتوفير معلومات كافية للمستهلكين عند تناول الطعام خارج المنزل، بما يمكّنهم من اتخاذ قرارات غذائية سليمة، ابتداءً من الأول من يوليو ستلتزم المنشآت الغذائية بعرض معلومات تغذوية مفصّلة في قوائم الطعام، تتضمن وضع وسم «الملّاحة» بصفتها علامة استرشادية بجانب الوجبات عالية المحتوى بالملح، والإفصاح عن محتوى الكافيين في المشروبات، وتوضيح المدة الزمنية اللازمة لحرق السعرات الحرارية الناتجة عن استهلاك الوجبة.

وبيّنت الهيئة أن هذه المتطلبات تنطبق على جميع قوائم الطعام، سواءً كانت ورقية أو إلكترونية، وتشمل منصات طلبات الطعام الإلكترونية.

وتهدف «الغذاء والدواء» من المبادرات إلى توفير خيارات غذائية أكثر صحة، وتشجيع اتباع نمط حياة متوازن والمساعدة في معرفة كمية الملح والكافيين المُستهلكة ومقارنتها بالتوصيات الصحية المعتمدة؛ وتوصي منظمة الصحة العالمية بخفض استهلاك الصوديوم وألا يتجاوز تناول الملح 5 غرامات يومياً للبالغين، أي ما يعادل ملعقة شاي صغيرة، وينبغي ألّا يتجاوز استهلاك الكافيين 400 مجم يومياً للبالغين و200 مجم للنساء الحوامل.

اشترك في قائمتنا البريدية وابقَ على اطلاع دائم.